قرار الاعتزال مر ولكن الاستمرار وأنت غير قادر هو القرار الأمر منه
- koragoaleg
- 24 مايو 2024
- 3 دقائق قراءة

المر واللي أمر منه .. أترك الملعب قبل أن يتركك الملعب !
القرار المر هو أن تترك الملعب.
والقرار اللي أمر منه هو أن يتركك الملعب.
قرار الاعتزال هو أصعب قرار يمكن أن يتخذه نجم كرة القدم.
فأنت تترك المجد والشهرة والأضواء والبريق وتتجه إلى المجهول.
أنا شخصيا لا أستطيع أن أنصح نجما بالاعتزال.
فالنصيحة ثقيلة وهي أثقل إذا كانت تتعلق بقرار هو الأصعب في حياة أي نجم كرة قدم.
كما أن الاعتزال قرار شخصي وهو يتم - خاصة إذا كان النجم عظيما ومساحته في قلوب الجماهير كبيرة - بالتنسيق بين اللاعب والمدرب والإدارة وربما الجمهور الذي يكون لموقفه من اللاعب دور في اعتزاله أو استمراره.
شيكابالا واحد من أمهر من لمسوا الكرة في مصر والوطن العربي وأفريقيا.
وأنا شخصيا من عشاق شيكابالا كلاعب وأنتظر اللحظة التي تصل الكرة إلى قدمه الساحرة لأنك في الغالب سترى شيئا مختلفا عما يقدمه باقي زملائه في الملعب.
صحيح أن إنجازات شيكابالا أقل بكثير من مستواه الفني.
ولكن تقييم النجوم لا يتم بالإنجازات فقط كما أن الكرة ليست لعبة فردية والإنجازات فيها ترتبط بعناصر كثيرة من بينها اللاعبين.
وكل من يملك قدرا من الإنصاف يعترف بأمرين اثنين:
الأول هو المهارة الفردية العالية والأداء الجميل والمؤثر في معظم مباريات شيكابالا.
والثاني : أن شيكابالا لم يجد من يدير هذه الموهبة الرفيعة.
شيكابالا بشأن قرار الاعتزال سيكون له وضع خاص.
فهو لا يتحرك على العشب الأخضر فقط ولكنه يعيش في وجدان جماهير الزمالك
وفي الزمالك يعتبرون شيكابالا أسطورة الفن الراقي ولذلك سيكون لهم رأي في موعد اعتزاله.
وحتى الذين لا يحبون شيكابالا من جماهير الأندية الأخرى يعترفون بمهاراته العالية وإن كانوا يتحفظون على بعض سلوكياته.
أحمد فتحي من النجوم الذين يصرون على الاستمرار في الملعب حتى الآن.

أحمد حقق إنجازات كبيرة مع الاسماعيلي والأهلي والمنتخب وكان يتميز بالجدية واللياقة العالية ولم يعرف دكة البدلاء طوال مسيرته إلا في السنوات الأخيرة.
فهو يكاد لا يفارق دكة البدلاء في بيراميدز.
وهو يبدو متعبا ومرهقا وفاقدا
للشغف.
كما أن مركزه كظهير أيمن يتطلب لياقة عالية لم تعد تتوافر
عنده بحكم السن.
وبسبب أنه يواجه أجنحة أصغر منه ب 10 أو 12 عاما على الأقل فهذا يصعب مهمته ويجعله يفكر في الاعتزال.
عبدالله السعيد أصبح هو الآخر في الأمتار الأخيرة من مسيرته.

ورغم أنه من الجياد الأصيلة التي تشتد في آخر الشوط إلا أنه بدا واضحا أنه غير قادر على تحقيق آمال جماهير الزمالك.
ولكن عبدالله يختلف عن شيكابالا فأنت لا تعرف هل هو أهلاوي أم زملكاويا أو يشجع الاسماعيلي .. هو فقط يعطي كل جهده للمكان الذي يلعب له ولذلك فإنه الوحيد الذي سيحدد موعد اعتزاله.
ونفتح كتاب التاريخ لنعرف كيف تصرف النجوم مع لحظة الاعتزال.
فإبراهيم وحسام أيضا وهما من أهم النجوم في تاريخ الكرة المصرية والعربية والأفريقية لم يتخيرا الوقت المناسب للاعتزال وتجولا - بعد تاريخ حافل في الاهلي والزمالك والمنتخب - في رحلة لم تحقق كثيرا من النجاح في أندية المصري والترسانة والاتحاد إلى أن اعتزلا في عمر الأربعين عاما.
أسطورة الحراسة المصرية والأفريقية والعالمية عصام الحضري نجح في تحقيق كل أهدافه وفشل في اختيار الوقت المناسب للاعتزال.
وكان بإمكان عصام أن يفعلها بعد كأس العالم الذي كان، في نسخة 2018 م، أكبر لاعب في التاريخ يشارك بأهم مناسبة كروية في التاريخ، ولكنه تردد حتى لم يجد ناديا يرغب في التعاقد معه.
عماد متعب بعد إنجازات كبيرة مع الأهلي والمنتخب فشل في اللعب أساسيا في آخر عامين بالأهلي حتى اعلن اعتزاله مرغما بعد حيرة وتردد طال أكثر مما ينبغي .
حازم إمام أحد أهم اللاعبين الموهوبين في الكرة المصرية لم يعتزل الابعد أن هتفت ضده جماهير الزمالك وطالبته بالاعتزال بعد أن ضعفت لياقته.
في المقابل هناك لاعبون أحسنوا اختيار الوقت المناسب للاعتزال.
على رأس هؤلاء الخطيب، وأنا شاهد على هذه الفترة، فقد اعتزل في عام ٨٧ وكان لايزال قادرا على العطاء ولم يستمع لنداء الجماهير والإدارة التي طالبته باللعب عاما آخر.
مصطفى عبده أيضا اعتزل في الوقت المناسب وكان لايزال محتفظا بسرعته الكبيرة ولياقته العالية.
وكانت وفود من الجماهير تذهب لتدريب النادي الأهلي وتطالبه بالاستمرار.
وقال لي شخصيا إنه يستطيع أن يلعب عاما آخر ولكنه لن يضيف إلى تاريخه جديدا .
محمد بركات مثلما كان ذكيا في الملعب كان ذكيا أيضا في اختيار الوقت المناسب الاعتزال.
بركات رفض رفضا قاطعا الاستمرار فى الملاعب رغم إلحاح مدربه محمد يوسف.
على المستوى العالمي
، فإن زيدان - أحد اهم لاعبي العالم - هو النموذج الأشهر لترك الملعب في الوقت المناسب، حينما قال كلمته التي صارت مثلا : جسدي لم يعد يستجيب بالسرعة والقوة المطلوبة لتعليمات عقلي.
بينما لعب بيليه في نهاية رحلته في الدوري الأمريكي فترة لم تصف لتاريخه كثيرا أو قليلا.
كما لعب مارادونا حتى خارت قواه ولم يعد قادرا على الوقوف في الملعب.
أعرف ان قرار الاعتزال صعب ومغادرة الشهرة والاضواء أصعب وعدم معرفة مستقبل اللاعب بعد الاعتزال تزيد الأمر صعوبة.
ولا أتجاهل البعد المادي في الوقت الحالي وهو البعد الذي يجعل ترك الملعب أكثر صعوبة عن زمن الخطيب والذين معه.
ولكن المعنى الذي أريد أن أقوله لكل اللاعبين : قرار الاعتزال مر ولكن الاستمرار وأنت غير قادر هو القار الأمر منه فاترك الملعب قبل أن يتركك الملعب
Comments